كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تهذيب الرياسة وترتيب السياسة



أراك الله عز وجل الطفل يسقط من بطن أمه وماله على الأرض مال وما من مال إلا ودونه يد شحيحة تحويه فما يزال الله عز وجل ثناؤه يلطف بذلك الطفل حتى تعظم رغبة الناس إليه ولست بالذي يعطي بل الله يعطي من يشاء بغير حساب وإن قلت أنا أجمع المال لتشديد السلطان فقد أراك الله عز وجل عبرا في بني أمية ما أغنى عنهم ما جمعوا من الذهب والفضة وأعدوا من الرجال والسلاح الكراع حين أراد الله بهم ما أراد وإن قلت أنا أجمع المال لطلب غاية هي أجسم من الغاية التي أنا فيها فوالله ما فوق ما أنت فيه إلا منزلة لا تنال إلا بالطاعة يا أمير المؤمنين هل تعاقب من عصاك بغير بأكثر من القتل والصلب قال المنصور لا قال فكيف يصنع أمير المؤمنين يوم القيامة عند لقاء الملك الذي خولك ملك الدنيا ولا يعاقب من عصاه من عبيده وعمل بخلاف ما أمر به في كتابه بالقتل ولكن يعاقبه في الخلود ق 47 في العذاب الأليم وقد رأى ما عقد عليه قلبك وتحملته جوارحك ونظر إليه بصرك واجترحته يداك ومشت إليه قدماك عمل يغني ما شححت عليه من ملك الدنيا إذا انتزعه من يديك ودعاك إلى الحساب على ما خولك فبكى المنصور وقال يا ليتني لم أخلق ويحك فكيف أحتال لنفسي فقال يا أمير المؤمنين إن للناس أعلام يفزعون إليهم في دينهم ويرضون نفوسهم فاجعلهم بطانتك يرشدوك وشاورهم في أمرك يسددوك قال قد بعثت إليهم فهربوا مني قال خافوا أن تحملهم على طريقتك ولكن افتح بابك وسهل حجابك وانصر المظلوم واقمع الظالم وخذ الفيء والصدقات مما حل وطاب واقسمه بالحق والعدل على أهله وأنا الضامن عليهم أن يأتوك ويساعدوك على صلاح الأمة وجاء المؤذنون فسلموا عليه فصلى وعاد إلى مجلسه فطلب الرجل فلم يوجد وقال المنصور لبعض عماله وقد بلغه أنه خانه